قيس سعيد وشقيقه نوفل: أسطورة إعادة الثقة وسط انهيار الدولة

صوت العرب  24 – ليلى الطرابلسي 

في وقت تتصاعد فيه معاناة التونسيين بسبب أزمة اقتصادية خانقة واحتجاجات شعبية مستمرة، يظهر نوفل سعيد، شقيق الرئيس قيس سعيد، بخطاب يتسم بالتهريج والاستخفاف بعقول المواطنين، متحدثًا عن “إعادة الثقة” بين الدولة والشعب. خطاب نوفل، الذي يفتقر لأي رؤية واقعية، يُستغل لتبييض الفشل المستمر لشقيقه وحكومته، بينما يتفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي يومًا بعد يوم.

 

دور نوفل سعيد في إدارة البلاد

على الرغم من عدم امتلاكه أي صفة رسمية، يتدخل نوفل سعيد بشكل مباشر في دواليب الحكم وإدارات الدولة. تشير تقارير إلى أن نوفل يلعب دور المستشار غير الرسمي لشقيقه قيس، مؤثرًا في قرارات الوزارات والإدارات الحساسة. هذا التدخل السافر يعكس عقلية الحكم العائلي التي تتغول يومًا بعد يوم، بينما تعاني البلاد من غياب مؤسسات الدولة وسيادة القانون.

 

قيس سعيد: تاريخ من التحايل والخداع

خلال خمس سنوات قضاها قيس سعيد في قصر قرطاج، بات واضحًا أن شعاراته حول النزاهة ومحاربة الفساد ليست سوى غطاء لتضليل الشعب. وثائق جديدة كشفت تورطه في عمليات عقارية مشبوهة، منها تصريح خاطئ بقيمة عقار موروث في عام 1999، حيث زعم أن قيمته 18 ألف دينار فقط، ليبيعه لاحقًا بمبلغ 800 ألف دينار. هذه المعاملات المشبوهة، بالإضافة إلى شراء عقارات بمبالغ ضخمة في سنوات لاحقة، تثير تساؤلات كبيرة حول مصادر أمواله ومدى نزاهته.

 

نوفل سعيد والمافيا الإيطالية

لم تتوقف قضايا الفساد عند الرئيس قيس سعيد فقط، بل امتدت لتشمل شقيقه نوفل. تشير تقارير إلى تورطه مع المحامي الإيطالي جابرييل جيامبروني، المتهم بقضايا فساد وبيع عقارات وهمية بالتعاون مع المافيا الإيطالية. يعمل نوفل كمستشار قانوني لشركة متهمة بعمليات تحيل في تونس وأوروبا، مما يعكس شبكة معقدة من الفساد تمتد عبر الحدود.

 

خطاب شعبوي يغطّي الكارثة

بدلًا من مواجهة الواقع الاقتصادي والاجتماعي المرير، يستمر قيس سعيد وشقيقه في مهاجمة النخب السابقة واتهامها بالفساد، متجاهلين أن حكمهم أوقع البلاد في حالة من الانهيار غير المسبوق. هذا الخطاب الفارغ، الذي يسعى لشيطنة الخصوم السياسيين، لا يقدم حلولًا حقيقية للأزمات التي تواجه تونس، بل يساهم في تعميق الانقسامات الاجتماعية والسياسية.

 

أزمة الثقة بين الدولة والشعب

يتحدث نوفل سعيد عن “إعادة الثقة”، في وقت يعاني فيه المواطن التونسي من غلاء الأسعار، البطالة، ونقص الخدمات الأساسية. هذا التناقض الفاضح بين الخطاب والواقع يؤكد أن العائلة الحاكمة بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب.

 

النظام الحالي: رمز الفساد والفشل

مع مرور الوقت، يتضح أن نظام قيس سعيد ليس سوى استمرار لمنظومة الفساد، التي يدعي محاربتها. من التحايل العقاري إلى التدخل العائلي في الحكم، يعكس هذا النظام فشلًا ممنهجًا لا يمكن التستر عليه بخطابات شعبوية فارغة.

بينما تستمر العائلة الحاكمة في استغلال السلطة ونهب أموال الدولة، يبقى الشعب التونسي الضحية الأكبر لهذا النظام الفاسد. إن استمرار تغوّل قيس سعيد وشقيقه نوفل يشكل تهديدًا لمستقبل البلاد، التي باتت بحاجة ماسة إلى تغيير حقيقي يعيد لها سيادتها وكرامتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى