وزير الخارجية التركي يلتقي القائد الجديد لسوريا ويدعو لرفع العقوبات العالمية.

صوت العرب  24 – دمشق /  ابراهيم زوركان 

التقى وزير الخارجية التركي برئيس الإدارة الجديدة في سوريا، واعدًا بتقديم المساعدة في الانتقال السياسي وإعادة إعمار البلد الذي دمرته الحرب بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وخلال اجتماعهما في دمشق يوم الأحد، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان والحاكم الفعلي لسوريا أحمد الشراع على ضرورة تحقيق الوحدة والاستقرار في سوريا، ودعَوا إلى رفع جميع العقوبات الدولية المفروضة على البلاد التي أنهكتها الحرب.

أظهرت الصور والمقاطع التي شاركتها وزارة الخارجية التركية وزير الخارجية هاكان فيدان وأحمد الشرع يتعانقان ويتصافحان، في لقاء جاء بعد يومين من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن فيدان سيتوجه إلى دمشق لمناقشة الهيكل الجديد في سوريا.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع أحمد الشرع، قال فيدان إن تركيا “ستواصل الوقوف إلى جانبكم… نأمل أن تكون أحلك أيام سوريا قد ولّت، وأن تنتظرنا أيام أفضل.”

وأضاف فيدان أن العقوبات المفروضة على دمشق يجب أن تُرفع “في أقرب وقت ممكن”، مشددًا على أن المجتمع الدولي “بحاجة إلى التحرك لمساعدة سوريا على النهوض من جديد، وضمان عودة النازحين إلى ديارهم.”

عقد أحمد الشرع، في أول مؤتمر صحفي علني له منذ قيادته العملية للإطاحة ببشار الأسد وتولي السلطة قبل أسبوعين، دعوة للمجتمع الدولي لرفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.

وقال الشرع: “يجب رفع جميع العقوبات الاقتصادية، الآن وقد زال الطاغية ولم يبقَ سوى الضحايا. عوامل الظلم والقهر قد اختفت. الآن هو الوقت المناسب لرفع هذه العقوبات.” وأشار الشرع، رئيس جماعة “هيئة تحرير الشام”، إلى أن “هذا النظام كان يحكم لأكثر من 50 عامًا، وبعض هذه العقوبات فُرضت في السبعينيات، ولذلك يجب أن يكون التحرك سريعًا لرفع هذه العقوبات حتى نتمكن من النهوض ببلدنا.”

ناقش المسؤولان ضرورة صياغة دستور سوري جديد يحمي حقوق الأقليات في البلاد، كما تم التطرق إلى قضايا اللاجئين السوريين، والانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا، ومسألة وحدات حماية الشعب الكردية (YPG).

جاءت سيطرة المعارضة على السلطة في سوريا بعد 13 عامًا من حرب وحشية بدأت في عام 2011 كانتفاضة غير مسلحة إلى حد كبير ضد الأسد، لكنها تطورت إلى حرب شاملة استقطبت قوى أجنبية، وأودت بحياة مئات الآلاف، وحولت الملايين إلى لاجئين.

زيارة فيدان إلى دمشق جاءت وسط اشتباكات في شمال شرق سوريا بين مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا ومجموعة وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. وكانت تركيا لسنوات تدعم المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالأسد، بينما تستضيف ملايين اللاجئين السوريين الذين تأمل في عودتهم إلى وطنهم.

قال  مراسل صوت العرب  24 من دمشق، إن تركيا عرضت تقديم المساعدة للإدارة السورية الجديدة، “مؤكدة على أهمية الحفاظ على استمرارية عمل مؤسسات الدولة”.

وأضاف: “كانت تركيا واحدة من أبرز الداعمين للمعارضة السورية منذ بدء الانتفاضة في عام 2011. الآن، فيدان كان في دمشق، وشدد ببساطة على أهمية الحفاظ على أجهزة الدولة.”

زيارة زعيم الدروز اللبناني

استضاف أحمد الشرع يوم الأحد زعيم الدروز اللبناني وليد جنبلاط، وسط مخاوف أعربت عنها عدة حكومات وسوريون بشأن حماية الأقليات تحت حكم الحكومة السورية الجديدة، بما في ذلك الأكراد والمسيحيون والعلويون والدروز، وهم أقلية عربية تتبع فرعًا من الإسلام.

وقال الشرع خلال لقائه مع جنبلاط، في تصريحات بثتها قناة “الجديد” اللبنانية: “نفتخر بثقافتنا وديننا وإسلامنا. أن نكون جزءًا من البيئة الإسلامية لا يعني إقصاء الطوائف الأخرى. على العكس، من واجبنا حمايتهم.”

يُعد جنبلاط أول شخصية لبنانية تزور سوريا وتلتقي بقادة حكومتها الجديدة.

قال وليد جنبلاط، السياسي المخضرم وزعيم الدروز البارز، إن إزالة بشار الأسد يجب أن تكون بداية عهد جديد في العلاقات بين لبنان وسوريا.

جنبلاط، الذي كان لفترة طويلة من أبرز منتقدي التدخل السوري في لبنان، ألقى باللوم على والد الأسد، الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، في اغتيال والده قبل عقود.

قال وليد جنبلاط مخاطبًا أحمد الشرع: “نحيي الشعب السوري على انتصاراته العظيمة، ونحييكم على معركتكم التي خضتموها للتخلص من القهر والطغيان الذي استمر لأكثر من 50 عامًا.”

أحمد الشرع، المعروف سابقًا بأبو محمد الجولاني، أعلن أنه سيرسل وفدًا حكوميًا إلى مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب غرب سوريا، متعهدًا بتقديم الخدمات لمجتمعها تكريمًا لـ”التنوع الغني للطوائف” في سوريا.

وأضاف الشرع: “سوريا لن تكون بعد الآن مثالًا للتدخل السلبي في لبنان.”

وأشار مراسل صوت العرب  24  إلى أن الشرع قدم تطمينات بأن جميع الأقليات الدينية والعرقية سيتم تمثيلها “بشكل عادل” في سوريا.

وقال ايضا : “السؤال الذي يُطرح مرارًا على أحمد الشرع هو ما إذا كانت الإدارة الجديدة ستكون متسامحة بما يكفي تجاه الأقليات، وما إذا كانت الأقليات ستحظى بتمثيل عادل في سوريا الجديدة أم لا.”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى