“Babygirl”: رحلة نحو التحرر الجنسي للنساء… غوص في طابوهات الجنس عند النساء

صوت العرب 24 – خديجة المجدوبي

في فيلمها الأخير Babygirl، الذي أخرجته المخرجة هالينا رين، نجد قصة معقدة تتناول الصراع الداخلي لامرأة تسعى لفهم رغباتها الجنسية في عالم يتسم بالتحفظ. الفيلم، الذي يُصنف ككوميديا سوداء عن اكتشاف الذات في منتصف العمر، يُقدم شخصية رومي، التي تجسدها نيكول كيدمان، كمديرة تنفيذية لشركة روبوتات تعيش حياة تبدو مثالية من الخارج: وظيفة مرموقة، عائلة محبة، منازل متعددة. ومع ذلك، تخفي رومي سراً مؤلماً، يتعلق برغبتها في الخضوع جنسيًا، مما يعكس صراعًا عميقًا في داخلها حول قبول الذات.

عندما قدمت رين الفيلم في عرض خاص هذا الأسبوع، كانت مدفوعة بسؤال شخصي للغاية أثناء صنعه: “هل من الممكن أن أحب جميع طبقات شخصيتي المختلفة، وليس فقط تلك التي أحب أن أقدمها للعالم الخارجي؟” هذه المعضلة، التي تواجه رومي طوال الفيلم، تتجسد بشكل واضح في سعيها للسيطرة على تقديم نفسها. فهي المديرة التنفيذية لشركة روبوتات تحمل الاسم المشحون “Tensile”. في السرير، تؤدي أورغازمات زائفة بأسلوب الأفلام الإباحية لزوجها. في مشهد مبكر، نراها تضغط على ابنتها المثليّة لتغيير ملابسها الفضفاضة من أجل صورة عيد ميلاد عائلية. نرى رومي وهي تحصل على حقن البوتوكس وتقف عارية في غرفة التجميد العلاجية — وهو اعتراف مرحب به، نادر في هوليوود، بأن الجمال، خاصة بعد سن معين، يمكن أن يكون نوعًا من العمل الشاق. أثناء تحضيرها لعرض تقديمي في الشركة، تتحدث عن الحاجة إلى “أن ترفع رأسك، تبتسم وألا تظهر ضعفك”. يصحح لها مدرب الإعلام، مشيرًا إلى أن إظهار الضعف قد يساعد في كسب الجمهور.

لكن المدرب لا يدرك مدى هشاشة رومي الداخلية. فهذه الهشاشة تعود جزئياً إلى طفولتها غير المستقرة، وهو ما يتم التلميح إليه بشكل غامض، ولكن الأكثر إلحاحًا هو شذوذها السري، الذي يملؤها بالخجل المدمر. بطريقة ما، يلاحظ هذا فيها صموئيل، المتدرب الجريء الذي يلعب دوره هاريس ديكنسون. يقول لها في أحد لقاءاتهما الأولى: “أعتقد أنك تحبين أن يُقال لكِ ماذا تفعلين”. تبدأ علاقة عاصفة بينهما، حيث يهينها صموئيل، وبالتالي يُرضيها، بطريقة لا يفعلها زوجها المطيع. خاصة في عالم ما بعد حركة #MeToo، قد تُدمّر هذه العلاقة حياتها المثالية. وهناك لحظات يبدو فيها أن صموئيل، الذي يظهر سلوكًا يشبه التصيّد، قد يحاول فعل ذلك.

لكن رين، التي تهدف إلى صنع فيلم عن التحرر الجنسي للنساء، مصممة على عدم معاقبة شخصياتها على تجاوزاتها. إنها خيار أتفهمه، ولكنه يُقلل من أهمية الأحداث الروائية إلى حد ما. في النهاية، الدراما في Babygirl تدور حول وصول رومي إلى قبول رغباتها ودمجها في حياتها بطريقة لا تكون مدمرة لذاتها. في أحد النقاط، يحاول رجل قوي تعمل معه والذي اكتشف سرها بطريقة ما أن يستخدم ذلك للتحرش بها جنسيًا وربما ابتزازها. تقول له بغضب: “لا تتحدث معي هكذا أبدًا مرة أخرى. إذا أردت أن أتعرض للإهانة، سأدفع لشخص ما ليقوم بذلك”.

وبهذا الشكل، يأتي Babygirl ليكون تصويرًا معقدًا ودقيقًا لما يعنيه تمكين النساء من التحكم في حياتهن الجنسية والذاتية، في وقتٍ ما زالت فيه فكرة تحرر المرأة تواجه تحديات وصراعات داخلية وخارجية. في النهاية، رغم تعقيدات الشخصية، يظهر الفيلم كمسعى لتقديم صورة متفائلة حول قدرة النساء على اتخاذ قراراتهن الخاصة، حتى وإن كانت هذه القرارات بعيدة عن التوقعات التقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى