مؤلم وقاس جدا بتونس: سيدة عجوز “طباخة بورقيبة” تجاوزت 110 سنوات تعيش البؤس والقهر والعزلة
صوت العرب 24 – تونس / حياة النابلسي
في صورة مؤلمة تمزق القلوب وتقطع الشرايين، صادفت مراسلة موقع “صوت العرب 24” بتونس، سيدة هرمة تجاوز عمرها 110 سنوات، تقول انها كانت تعمل طباخة للرئيس التونسي الراحل “الحبيب بورقيبة”، وأنها تعيش حاليا وهي في هذه المرحلة المتقدمة من العمر والعجز الصحي لوحدها مهملة تقاسي معاناة لا مثيل لها، بعدما أهملها الوطن ونظام الوطن كما أهملتها ابنتها العاقة.
وتضيف السيدة العجوز بأنها ترفع شكواها إلى الله، وتشير إلى كونها عانت وقاست طيلة حياتها من الطفولة إلى الشيخوخة، بسبب الأنظمة الفاسدة التي تعاقبت على الحكم بتونس.
تفاقم معاناة الشعب التونسي مع الفقر والبؤس: أرقام حديثة ودور السياسات الحكومية
يواجه الشعب التونسي في الآونة الأخيرة تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة، حيث تتفاقم معدلات الفقر والبطالة، مما يؤثر سلبًا على مستوى المعيشة والاستقرار الاجتماعي.
معدلات الفقر والبطالة:
وفقًا للمعهد الوطني للإحصاء، شهدت تونس ارتفاعًا في معدلات الفقر خلال السنوات الأخيرة. في عام 2015، بلغ معدل الفقر 15.2%، مع تفاوت بين المناطق الحضرية (10.1%) والريفية (26.0%) . على الرغم من عدم توفر بيانات أحدث من مصادر رسمية، تشير تقارير إعلامية إلى استمرار هذا الاتجاه التصاعدي في معدلات الفقر.
فيما يتعلق بالبطالة، بلغ معدلها حوالي 16% بنهاية الربع الثاني من عام 2024، مما يعكس تحديات مستمرة في سوق العمل التونسي .
التضخم وارتفاع الأسعار:
شهدت تونس ارتفاعًا في معدلات التضخم، حيث بلغ 6.7% في منتصف عام 2024، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2022 . هذا الارتفاع أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، مما زاد من معاناتهم اليومية.
الدين العام والعجز المالي:
تفاقم الدين العام في تونس ليتجاوز 100% من الناتج المحلي الإجمالي، مصحوبًا بعجز في الميزانية نتيجة تراجع الإيرادات وارتفاع النفقات العامة . هذا الوضع المالي الحرج يحد من قدرة الحكومة على تنفيذ سياسات تنموية فعّالة.
دور السياسات الحكومية:
منذ تولي الرئيس قيس سعيد السلطة، شهدت تونس تغييرات سياسية كبيرة. على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار السياسي، إلا أن غياب رؤية اقتصادية واضحة وسياسات فعّالة لمعالجة التحديات الاقتصادية أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين. يشير خبراء الاقتصاد إلى أن البلاد بحاجة إلى دعم خارجي وإصلاحات هيكلية لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة .
تواجه تونس تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة، مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتضخم. يُعزى جزء كبير من هذه التحديات إلى غياب سياسات اقتصادية فعّالة وغياب رؤية واضحة لمعالجة الأزمات الحالية. يتطلب الوضع الراهن تبني استراتيجيات إصلاحية شاملة وتعاونًا مع المجتمع الدولي لتحسين الظروف المعيشية للشعب التونسي.