قصيدة “تنهيدات العذارى” للشاعر إدريس لحمر

تنهيدات العذارى
جليد الجبال فوق أهدابها زللا
غيم بنفحات الريح يصطخب
ينحني الزهر إذا مرت به غللا
يرقص الطير مع زهوها يلعب
لزقزقاته رن مع صوتها جملا
منها وفيها ألطاف الله تنسكب
طيف بالملكوت كانت له أملا
عيونها لبدايات الحكي تكتتب
مقل من فرط صفائها أنت لا
تحسبها إلا للفراديس تنتسب
أينما نظرت حفت بها كحلا
مرسومة ورموش بالجوى تثب
تود تسكنها ولو خلفك الأجلا
لسودها احورار للنفس ما يجب
تشتهي الكون لو كان لها نزلا
كنجمة تزدان بحسنها الشهب
يتسابق مناها عليلا محتملا
على شفاهها الغر طغى الأدب
تنهيد العذارى والحب ما فعلا
كشدو البلبل كالشكوى فما العتب
ترمي الفؤاد بالهوى يرميها قبلا
ما أقسى القلب بالصدر يضطرب
يجفل البعد ما صار هجرا محتملا
كأن الحسان من نهرها شربوا
بالود تنبض أرواح ما بها عللا
و الأماني ودادها مسرف عجب
مجبولة بالهناء والطهر قد كملا
كأنها اللقاءات بالأشواق تنتقب
لون الدجى مآقيها عذرها قبلا
شعاع الشمس بخد لونه ذهب
بالبراءة كم راقت تلبس الحللا
حسنها كالمهى وأثوابها القشب
تحوم في شدى عاشق ما جهلا
العمر مسترسل لا جهد ولا تعب
تلك الفراشة أشلاء خلف الأجلا
تدمي ومن حولها الورود تنتحب
غصة بالحلق جرعت هول ما فعلا
وذكرى ستدوم ما دامت الحقب
بقلم ادريس لحمر..