الكويت تهزم الإمارات 2-1 في خليجي 26: تحليل مباراة الجولة الثانية للمجموعة الأولى
صوت العرب 24 – إبراهيم زوركان
في مباراة حافلة بالإثارة ضمن الجولة الثانية للمجموعة الأولى من بطولة خليجي 26، أهدى منتخب الكويت انتصاراً مثيراً على نظيره الإماراتي بنتيجة 2-1، بعد خطأ دفاعي قاتل من خليفة الحمادي في الدقائق الأخيرة من اللقاء. المباراة التي أقيمت اليوم شهدت تنافساً شديداً بين المنتخبين، حيث رفع منتخب الكويت رصيده إلى 4 نقاط في صدارة الترتيب مع المنتخب العماني، بينما تجمد رصيد منتخب الإمارات عند نقطة واحدة ليحتل المركز الأخير مع المنتخب القطري.
الشوط الأول: سيطرة إماراتية وهدف مبكر
بدأ اللقاء بضغط هجومي مكثف من المنتخب الإماراتي الذي فاجأ أصحاب الأرض بأداء قوي وسجل هدفاً مبكراً عن طريق كايو كانيدو في الدقيقة السادسة. هذا الهدف أربك المنتخب الكويتي لبعض الوقت، ولكن سرعان ما استعاد الأزرق توازنه وعاد للمباراة بهدف التعادل في الدقيقة 16 عن طريق محمد دحام.
رغم السيطرة الإماراتية على مجريات الشوط الأول والاستحواذ الواضح على الكرة، إلا أن دفاع الكويت وحارسه خالد الرشيدي قدما أداءً بطولياً، حيث تصديا للعديد من الهجمات الخطرة بقيادة كايو كانيدو، وحارب عبد الله، ويحيى الغساني. في المقابل، اعتمد المنتخب الكويتي على الدفاع المنظم والهجمات المرتدة، حيث حاول اللاعبون استغلال المساحات خلف دفاع الإمارات الذي بدا متوتراً بعض الشيء.
الخيارات التكتيكية للمدربين
اعتمد مدرب الكويت، الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، على خطة دفاعية محكمة في الشوط الأول، مركزاً على تقليل المساحات أمام هجوم الإمارات. لعب يوسف ناصر دوراً محورياً في الخط الأمامي مدعوماً بمحمد دحام ويوسف ماجد من الأطراف، بينما تحمل سلطان العنزي مسؤولية الأدوار الدفاعية في خط الوسط.
في المقابل، ركز مدرب المنتخب الإماراتي على الهجوم المكثف منذ البداية، معتمداً على الثلاثي كايو كانيدو، وحارب عبد الله، ويحيى الغساني لخلق فرص تهديفية. ورغم التفوق الإماراتي في الاستحواذ والضغط، إلا أن غياب الفاعلية أمام المرمى حال دون ترجمة السيطرة إلى أهداف إضافية.
الشوط الثاني: تغييرات تكتيكية وأخطاء حاسمة
مع انطلاق الشوط الثاني، قام مدرب الكويت بإجراء تغييرات تكتيكية لتحسين الأداء الدفاعي والهجومي. أشرك سامي الصانع بديلاً عن ناصر العنزي، وهو ما أضاف مرونة دفاعية ساعدت المنتخب الكويتي على التصدي لهجمات الإمارات المتواصلة.
على الجانب الآخر، واصل المنتخب الإماراتي ضغطه على دفاع الكويت بحثاً عن هدف التقدم. اقترب كايو كانيدو وحارب عبد الله من تسجيل أهداف محققة، لكن تألق الحارس خالد الرشيدي وخط الدفاع الكويتي حال دون ذلك. ورغم الضغط المستمر، لم يتمكن المنتخب الإماراتي من ترجمة الفرص إلى أهداف.
لحظة الحسم: خطأ الحمادي وهدف الفوز الكويتي
مع اقتراب المباراة من نهايتها، ارتكب مدافع الإمارات خليفة الحمادي خطأ دفاعياً قاتلاً في الدقيقة 89، عندما حاول إعادة الكرة إلى حارس مرماه، إلا أنها وصلت إلى معاذ الأصيمع الذي استغل الفرصة بمهارة، راوغ الحارس وسدد الكرة في الشباك، مانحاً الكويت هدف الفوز.
زاد الأمر سوءاً على المنتخب الإماراتي بعد طرد كوامي في الدقيقة 87 إثر تدخل عنيف، مما أثر على قدرة الفريق في الضغط خلال الدقائق الأخيرة. بهذا الهدف القاتل، حسم المنتخب الكويتي اللقاء لصالحه وسط فرحة جماهيرية كبيرة.
تحليل الأداء: تفوق كويتي رغم الاستحواذ الإماراتي
رغم سيطرة المنتخب الإماراتي على الكرة واستحواذه بنسبة أكبر طوال المباراة، إلا أن المنتخب الكويتي نجح في استغلال أخطاء الخصم وحقق نتيجة إيجابية. اعتمد الأزرق على الدفاع المنظم والهجمات المرتدة، بينما عانى الأبيض الإماراتي من غياب التركيز في اللمسة الأخيرة بالإضافة إلى الأخطاء الدفاعية القاتلة.
تميز الحارس خالد الرشيدي بأداء رائع، حيث تصدى لعدة كرات خطرة كانت كفيلة بتغيير نتيجة المباراة. من ناحية أخرى، شكل محمد دحام ومعاذ الأصيمع خطورة كبيرة على دفاع الإمارات، وتمكنا من استغلال الفرص القليلة التي أتيحت لهما.
التأثير على ترتيب المجموعة
بعد هذا الفوز، ارتفع رصيد المنتخب الكويتي إلى 4 نقاط، متصدراً المجموعة الأولى بالتساوي مع المنتخب العماني الذي يمتلك الرصيد نفسه. في المقابل، تجمد رصيد المنتخب الإماراتي عند نقطة واحدة، ليحتل المركز الأخير مع المنتخب القطري، مما يزيد الضغط عليه في الجولة المقبلة إذا أراد التأهل للدور التالي.
شهدت مباراة الكويت والإمارات في خليجي 26 لحظات مثيرة وأداءً تنافسياً من كلا المنتخبين، إلا أن الأخطاء الدفاعية لعبت دوراً حاسماً في تحديد النتيجة. يبقى أمام المنتخب الإماراتي مهمة صعبة لتعويض خسارته في الجولة القادمة، بينما يسعى المنتخب الكويتي للبناء على هذا الفوز الثمين لضمان تأهله إلى المرحلة المقبلة.