خطير.. معتقل حدث يتعرض للتعذيب وهتك العرض بالقوة في سجن بنزرت بتونس

صرحت محامية أحد السجناء المعتقلين بالسجن المدني ببنزرت وهو حدث لا يتجاوز عمره 19 سنة فقط، أنّها تفاجأت وشعرت بصدمة كبيرة خلال قيامها بزيارة للسجين المذكور، حيت كانت تظهر عليه علامات تعذيب وحشي تفوق تلك التي تخلفها الجيوش على أجساد أسرى الحرب خلال عملية استنطاقهم بالعنف.
واضافت المحامية مصرحة لموقع “صوت العرب24” :
“حاولت أن أتمالك نفسي ولكن لم أستطع السكوت… السجين ريان الخلفي، البالغ من العمر 19 عامًا، محتجز في السجن المدني ببنزرت منذ ثلاثة أسابيع بتهمة حيازة مادة مخدرة للاستهلاك الشخصي. تم عرضه لأول مرة أمام الدائرة الجناحية بتاريخ 22 أبريل 2025، حيث تم استنطاقه في ظروف طبيعية. وقد قدمنا طلبًا للإفراج عنه، لكن تم رفضه وتم تأجيل الجلسة. واليوم قمت بزيارة له بناءً على طلب من عائلته، فدخل ريان إلى مكتب المحامين، وكان برفقته أحد السجانين الذي أخبرني بأنه مضطرب وقد يشكل خطرًا على سلامتي. طلبت منه مغادرة المكان فاستجاب باحترام. وجلس ريان، وعندما بدأت الحديث معه، استوقفني وقام بنزع قميصه ووجه وجهه إلى الحائط، فصدمتُ لهول ما رأت عيناي، لاحظت آثار عنف واضحة على ظهره، حيث كانت هناك خطوط أفقية ناتجة عن ضربات باستخدام كوة أو عصا، ثم عاد إلى مقعده، أمسك برأسه وقال لي حرفيًا: “شاهدي شعري كيف أصبح، أنا الآن عسكري…” وأدار رأسه، وعند وضع يده، لاحظت وجود كدمات واضحة.
ريان كان يتحدث بكلام غير متسلسل وغير واضح، مما بدا كأنه في حالة اضطراب عقلي. كما أظهر لي آثار حرق بسيجارة على كف يده اليسرى. عندما سألته من فعل ذلك، أجاب قائلاً: “الوطواط” (اسم مستعار لشخص ما).
كان جسده مليئًا بالكدمات بألوان زرقاء، بنفسجية وحمراء. في كل مرة كنت أسأله عن الجاني، كان يوجه نظره إلى عون السجون دون أن يجيب.. وعندما اقتربت منه تمتم لي “بالله عليك يا أستاذة قولي للتوانسة إلى تونس مازال فيها الرجال راه خوكم تهان وحقو عندكم ما يضيعش لأني ماني قادر نعيش من بعد هذا..”.
قال لي بعض الكلمات بشكل متقطع: “أنا..راجل والظلم حرام .. كلنا ولاد تسعة ونحب نموت”. ثم بدأ في تلاوة القرآن الكريم دون أي خطأ، وأدركت أنه يمتلك صوتًا رائعًا.
حاولت الحصول على توضيحات من عون السجون الموجود، لكنه أشار لي بالتوجه إلى المسؤول عن شؤون المساجين. عندما حاولت مقابلته، رفض بشكل قاطع، وكذلك رفض مدير السجن أو أي من المسؤولين لقائي.
قمت بتقديم شكوى إلى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية ببنزرت، كما قمت بإبلاغ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (فرع بنزرت والهيئة المركزية). وتركت المكان وأنا في حالة من الغضب والمرض.
وعلم موقع صوت العرب 24 من مصادره بسجن بنزرت بأن الشاب المعنف قد تم ترحيله اليوم إلى مستشفى الرازي، كما أضافت نفس المصادر العاملة بالسجن المذكور، أنّ الشاب قد تعرض لهتك العرض من قبل موظف سجن يلقّب ب”الوطواط”..
وأضاف مصدرنا بأنّ هذا الموظف معروف بتعذيب السجناء بأبشع الأساليب ومن بينها هتك العرض بالعصي والجلد حتى يدفعهم لطلب إتاوات ورشاوي من عائلاتهم أو يستغلهم في تجارة الممنوعات باتفاق وتنسيق مع مدير السجن.