مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي يستقيل قبل تولي ترامب منصبه
أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، كريستوفر وراي، عن استقالته يوم الأربعاء بعد أن صرح دونالد ترامب بأنه سيقوم بإقالته وتعيين كاش باتيل الموالي له في مكانه.
وكان وراي قد عينه ترامب نفسه خلال رئاسته الأولى بعد أن أقال سلفه جيمس كومي في عام 2017. وأعلن وراي قراره للموظفين في مقر المكتب في واشنطن، قائلاً: “قررت أن الأفضل للمكتب هو أن أستمر في منصبي حتى نهاية الإدارة الحالية في يناير ثم أتخلى عن منصبي”. وأضاف: “هذه هي أفضل طريقة لتجنب زج المكتب في صراع أكبر، مع تعزيز القيم والمبادئ التي تعتبر أساسية في كيفية أداء عملنا.”
وفي كلمات مؤثرة، قال وراي: “هذا ليس سهلاً بالنسبة لي. أنا أحب هذا المكان، وأحب مهمتنا، وأحب شعبنا.” كما وجه وراي ضربة ضمنية لأولئك الذين قد يسعون للتأثير على عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي في المستقبل، وهو ما يخشاه كثيرون من أن يفعله ترامب في حال فوزه في ولايته الثانية.
قال وراي: “نحن لسنا على أي طرف. نحن في صف الشعب الأمريكي، في صف الدستور. ومهما كان ما يحدث هناك، هنا يجب أن نظل ملتزمين بأداء عملنا بالطريقة الصحيحة في كل مرة – بشدة ونزاهة”. وأضاف: “هذا يعني اتباع الحقائق أينما قادت، بغض النظر عمن يحبها أو لا يحبها، لأنه دائماً يوجد من لا يحبها. هذا يعني إجراء التحقيقات دون خوف أو محاباة.”
وقد رحب ترامب باستقالة وراي، واصفاً اليوم بـ”اليوم العظيم لأمريكا”، قائلاً إن مغادرة وراي ستنهي ما وصفه بـ”تسليح” النظام القضائي الأمريكي. واحتفل ترامب عبر منشور على شبكته الاجتماعية “تروث سوشيال”، حيث شرح انتقاداته ضد وراي الذي كان قد امتدحه في السابق.
وأضاف ترامب أن “ذلك سينهي تسليح ما أصبح يُعرف بوزارة الظلم الأمريكية. لا أعلم ما الذي حدث له. سنعيد الآن سيادة القانون لجميع الأمريكيين.”
وأشار ترامب إلى أن “مكتب التحقيقات الفيدرالي قد داهم منزلي بشكل غير قانوني دون سبب، وعمل بجد لإقالتي ومحاكمتي بشكل غير قانوني.” كما اتهم المكتب باستخدام سلطاته الواسعة لتهديد وتدمير العديد من الأمريكيين الأبرياء، بعضهم لن يستطيع التعافي مما حدث لهم.
قرار وراي يعني أنه سيتنحى قبل أكثر من عامين ونصف من انتهاء مدة تعيينه التي عادة ما تكون عشر سنوات. وباستقالته المبكرة، قد يقلل وراي من فرص توريط اسمه في جلسات تأكيد مرشحي مجلس الشيوخ التي قد تكون مثيرة للجدل بشأن تعيين كاش باتيل. باتيل كان قد وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه جزء من “الدولة العميقة” وتعهد بإغلاق مقر المكتب في واشنطن وتوزيع عملائه في أنحاء الولايات المتحدة.
من جانبه، أشاد المدعي العام، ميريك غارلاند، بخدمة وراي، قائلاً: “تحت قيادة المدير وراي المبدئية، عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي على الوفاء بمهمة وزارة العدل في الحفاظ على أمن بلدنا وحماية الحقوق المدنية، ودعم سيادة القانون.” وأكد غارلاند أن المكتب قاد جهوداً لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات التي تواجه البلاد، من الأعداء القوميين والإرهاب الأجنبي والمحلي إلى الجريمة العنيفة والجرائم الإلكترونية والمالية.
كما استخدم غارلاند هذه اللحظة لتكرار ما يراه مهمة المكتب في وقت تزداد فيه المخاوف من كيفية استخدام باتيل وترامب للمكتب في المستقبل.